شهيدة البحر
زوجها الصحابي الجليل:عبادة بن الصامت، وأختها أم أنس بن مالك رضي الله عنهم.بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم..من نساء الأنصار ..فأسلمت مبكرة..روت عن رسول الله صلى الله علية وسلم خمسة أحاديث أتفق البخاري ومسلم على واحد منها، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحين والآخر، وقد ذكر أنها خالة رسول الله من الرضاعة.
دخل عليها ذات مرة رسول الله فأطعمته وعلت تفلي رأسه ،فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك ،فقالت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله،يركبون ثبج البحر ملوكاً على الأسرة قالت:يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها الرسول الله صلى الله عليه وسلم،ثم وضع رأسه مرة أخرى....)الحديث.
وقد كان رسول اللهصلى الله عليه وسلم يخصها باهتمامه وبركته،فقد ورد انه صلى في بيتها ..ما تركت غزوة إلا وخرجت مع الجنود تسقي الظمأى وتداوي الجرحى.
وفي زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه أعد معاوية بن أبي سفيان أسطولاً بحرياً لغزو جزيرة قبرص، وملأ السفن بالمؤمنين البواسل ،وعلى ظهر إحداها عبادة بن أبي الصامت وزوجته.
وراحت تستعيد شريط ذكرياتها عن مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم ،ووقفت عند حلمه الذي اخبرها فيه أنها من الأولين من أمته،الذين يركبون البحر مثل الملوك على الأسرة،فتساءلت:هل أتت اللحظة التي أنبئت بها؟
وأخذت تتأمل كل ما تقع عليه عيناها فعل المودع..وألقت السفن مراسيها على شواطئ قبرص،ونزل الفرسان ،ثم نزلت هي والنسوة اللائي كن بصحبتها،وحدثتهم بحلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهي لا تكف عن الصلاة والسلام عليه.
وحين تعبت من المسيرة جاؤوها ببغلة،واعتلت صخرة لتتمكن من أن تمتطي ظهر البغلة ،ولما همت بركوبها رمحتها البغلة فسقطت ،و أندق عنقها ،ولما وصل زوجها إليها كانت تردد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :أنت مع الأولين).
رحم الله شهيدة البحر
أم حرام بنت ملحان.