السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين كان هنالك فتى يتيم يملك قطعة أرض مناصفة مع شخص آخر وأراد هذا اليتيم أن يقيم سوراً يفصل أرضه عن أرض الشخص الآخر وبدأ في بناء السور.فإعترض طريق السور نخلة لايستوي السور إلا عند اقتلاعها فذهب الفتى إلى الشخص الذي يمتلك نصف الأرض يعرض عليه بأن يعطيه هذه النخلة فرفض، فعرض عليه شراءها فرفض فما كان من الفتى إلا أن اتجه إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسأله.
تأمل التأني في حل الخلافات)فأمر الرسول بأن يأتي ذلك الرجل وليسأله عن صحة ما قاله هذا الفتى اليتيم فأكد على كلامه.
(تأمل التثبت في الدعوى)
فقال له رسول الله: أعطي النخلة لأخيك
أجاب الرجل: لا
قال: أعطي النخلة لأخيك
قال: لا
وكررها مرة ثالثة والرجل يرفض.
فقال له الرسول الكريم: أعطي النخلة لأخيك ولك بها نخلة بالجنة والرجل يرفض مسكين هذا الرجل، أليس كذلك)فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من أمر هذا الرجل ماذا سيقول أكثر من ذلك، رسول الله يكلمه ويرفض وخيره بين نخلة في الدنيا مقابل نخلة في الآخرة، والنخلة في الاخرة لو مشيت مسافة 700 عام لن تبتعد عن ظلها وهذا الرجل قد رفض.
وكان في المجلس صحابي جليل يدعى أبو الدحداح كان يسمع الحديث فسأل النبي صلى الله عليه وسلم إن إشتريت النخلة من الرجل وأعطيتها للفتى اليتيم أيكون لي نخلة بالجنة؟
(تأمل اقتناص الفرص العظيمة في الحياة، وهنا تعدتها للآخرة)فأجاب الرسول: نعم،
فنظر أبو الدحداح إلى الرجل وقال: أتعرف بستاني؟
فأجاب: ومن منا لا يعرف بستان أبو الدحداح الواسع الجميل المليء بالأشجار المثمرة
قال أبو الدحداح: خذ بستاني كله وأعطني هذه النخلة
نظر الرجل الى كل الموجودين كأنه يريد أن يشهدهم على هذا البيع ونظر إلى أبو الدحداح فقال له خذ البستان بما فيه وأعطني هذه النخلة فوافق الرجل ونظر أبو الدحداح إلى الفتى اليتيم وقال النخلة الآن لك. ربح البيع والله يا أبا الدحداح... تأمل إيمان هذا الرجل وحبه لله ورسوله)
وخرج أبو الدحداح من المجلس وظل الرسول الكريم يردد كم من عنق رداح لأبي الدحداح في الجنة) والعذق الرداح تعني الأغصان المليئة بالثمار.وظل الرسول يكررها إلى أن خرج أبو الدحداح من المجلس وعاد إلى بيته وكله ألم كيف سيخبر زوجته وأطفاله بأنهم أصبحوا بلا مؤى ولا بيت، فقد كان يسكن أبو الدحداح في بيت صغير موجود في بستانه الذي باعه للرجل ووقف عند الباب ولم يستطع الدخول ونادى على زوجته.
فسألته لما لا تدخل البيت فأجاب: لقد بعت البيت يا أم الدحداح.
فتعجبت الزوجة: بعت البيت يا أبا الدحداح لمن؟
فقال: لله ورسوله مقابل نخلة بالجنة.
كلنا سيعذر المرأة لو غضبت، أو كلنا سنتفهم ردة فعلها العنيف أمام هذا الخبر الصاعقة، ولكن هنا تحدث المفاجأة التي لا تقل قدراً عن مفاجأة أبي الدحداح
فبدأت الزوجة تصرخ وتقول: ربــح البيع يا أبا الدحداح ربح البيع يا أبا الدحداح، لا تدخل البيت سنخرج أنا والأطفال منه حالاً.
وحملت الزوجة أطفالها، وكان أحد الأطفال يحمل في يده بعض حبة التمر إقتطفها من إحدى الأشجار فأخذتها منه ووضعتها على الأرض وقالت إنها ليست لنا لقد بعنا البستان بما فيه وخرجت من البيت.رضي الله عنك يا أم الدحداح، كم تحتاج نساؤنا لدروسك ورضي الله عنك يا أبا الدحداح كم يحتاج رجالنا لتفانيك في سبيل الله فقد بعتم الدنيا بالآخرةوربحتم البيع يا آل الدحداح
(كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة)هل سينسى أحد منا آل الدحداح بعد هذه القصة