عطاء بن رباح هو عبد حبشى وضع قدميه منذ نعومة أظفاره على طريق العلم فقسم وقته أقساما ثلاثة
*قسم جعله لسيدته
*قسم جعله لربه يفرغ فيه لعبادته
*قسم جعله لطلب العلم
أقبل عطاء على من بقى حيا من الصحابة _رضوان الله عليهم _ وطفق ينهل من مناهلهم الغزيرة الصافية فأخذ عن : أبى هريرة_عبدالله بن عمر _عبدالله بن عباس _عبد الله بن الزبير ........وغيرهم من الصحابة _رضوان الله عليهم-حتى امتلأ صدره علما وفقها ورواية عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
لما رأت سيدة عطاء أنه قد باع نفسه لله ووقف حياته على طلب العلم تخلت عن حقها فيه واعتقته تقربا لله عز وجل لعل الله ينفع به الإسلام والمسلمين
وقد بلغ التابعى الجليل عطاء بن رباح منزلة فى العلم فاقت كل تقدير وسما إلى مرتبة لم ينلها إلا قليل من معاصريه فقد روى أن عبدالله بن عمر_رضى الله عنه وعن أبيه_ أمَ مكة معتمرا فأقبل الناس يسألونه ويستفتونه فقال( إنى لأعجب لكم يأهل مكة أتجمعون لى المسائل لتسألونى عنها وفيكم عطاء بن رباح)
وإنما وصل عطاء بن رباح إلى ما وصل إليه من درجة فى الدين والعلم بخصلتين اثنتين :
اولاهما :أنه أحكم سلطانه على نفسه فلم يدع لها سبيلا لترتع فيما لا ينفع .
ثانيهما :أنه أحكم سلطانه على وقته فلم يهدره فى فضول الكلام والعمل.
ولقد أقبلت الدنيا على عطاء بين رباح فأعرض أشد الإعراض وأباها أعظم الإباء وعاش عمره كله يلبس قميصا لم يزد ثمنه على خمسة دراهم
وبعد:
فقد عمَر عطاء حتى بلغ مائة عام
ملأها بالعلم والعمل...
وأترعها بالبر والتقوى.....
وزكاها بالزهاده فيما أيدى الناس والرغبة بما عند الله
فلما أتاه اليقين وجده خفيف الحمل من أثقال الدنيا..كثير الزاد من عمل الآخرة