** ذكره في القرآن الكريم :
اليهود يسألون رسول الله عليه الصلاة والسلام عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها فلا يجيب عليه الصلاة والسلام حتى ينزل وحي "الكتاب" ب {ويسألونك عن ذي القرنين} ولكن اليهود لم يذكروا "ذا القرنين" بل "الكتاب" هو الذي يذكر "ذا القرنين".
فمن "ذو القرنين" ؟؟ إذ لا يستوي أن يجاب عن مجهول بمجهول إلا أن يكون ذو القرنين "عَلَما" ولو بدا مجهولا لوهلتها أقلها عن المتلقي الأول رسول الله عليه الصلاة والسلام .
قال الله تعالى : وَيَسْئَلُونَكَ عَن ذِى الْقَرنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرَاً(83)إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِى الأَْرْضِ وَءَاتَيْنهُ مِن كُلِّ شَىْء سَبَباً(84) فَأَتْبَعَ سَبَباً(85) حَتَّى إِذَ بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْن حَمِئَةً وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَنْ تَتَّخِذَ فيهم حُسنَاً(86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نَعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَباً بَانُّكْراً(87) وَأَمَّا مَنْ ءَامَنَ وعَمِلَ صلِحاً فَلَهُ جَزَآءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً(88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً(89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوم لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّنْ دُونِهَا سِتْراً(90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً(91)
** لماذا سمي ذو القرنين بهذا الإِسم ؟
في الحقيقة جمعت الأقوال وهي كثيرة :
1- أنه وصل الشرق والغرب حيث يعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس .
2- أنه عاش قرنين وآخرون يقولون أنه حكم قرنين واختلف بمدة القرن .
3- أنه كان يوجد بروز في طرفي رأسه كالقرون .
4- أنه كان يلبس تاج خاص فوق رأسه وفيه قرنين .
5- أنه دعا قومه إلى الله تعالى فضربوه قومه على قرنه فهلك فغبر زمانا ثم بعثه الله ودعا قومه فضربوه على قرنه الآخر فهلك فذلك قرناه .
6- أنه رأى في النوم أنه امتد من السماء إلى الأرض فأخذ بقرني الشمس فقص على قومه فسمي بذلك .
7- أنه ملك فارس والروم .
8- أنه كان له ضفيرتان من الشعر .
9- أنه كان كريم الطرفين من أهل بيت ذوي شرف .
10- أنه انقرض في زمانه قرنان من الناس وهو حي .
11- أنه سلك الظلمة والنور .
** من هو ؟... اسمه وشخصيته :
أختلف في وضعه هل هو ملَك أو نبي أو رسول أو عبد صالح ؟؟
- فقيل أنه كان ملكا من الملوك العادلين
- وقيل : كان نبيا
- وقيل : كان رسولا
- وأغرب من قال : ملكا من الملائكة. وقد حكى هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فإنه سمع رجلا يقول لآخر: يا ذا القرنين فقال: مه ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة .
- وقال عبدالله بن عمرو وسعيد بن المسيب والضحاك بن مزاحم كان نبيا .
- وعن علي رضي الله عنه أنه قال كان عبدا صالحا أمر بتقوى الله لم يكن نبيا ولا ملكا .
- وقال وهب كان ملكا ولم يوح إليه
- وقال أحمد بن جعفر المنادي كان على دين إبراهيم .
** اسمه :
ذكر له عدة اسماء منها :
1- قيل : عبد الله بن الضحاك بن معد .
2- وقيل : مصعب بن عبد الله بن قنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن قحطان .
3- وقيل: كان اسمه مرزبى بن مرزبة .
4- وذكر في موضع آخر أن اسمه الصعب بن ذي مراثد وفي خطبة قس: يا معشر إياد أين الصعب ذو القرنين ملك الخافقين وأذل الثقلين وعمر ألفين ثم كان كلحظة عين ثم أنشد ابن هشام للأعشى :
والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا *** بالحنو في جدث أميم مقيم
5- وقيل : إنه أفريدون بن أسفيان .
6- وقيل : هرمس ويقال: هرويس بن فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوجين بن يونان بن يافث بن نوح .
7- وقيل : إسكندر هو ذو القرنين وأبوه أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام.
فأما ذو القرنين الثاني فهو إسكندر بن فيليبس بن مضريم بن هرمس بن هردس بن ميطون بن رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نونة بن سرحون بن رومة بن ثرنط بن توفيل بن رومي بن الأصفر بن اليفز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل .
8- وقيل : كورش الاخميني أو كورش الكبير ملك فارس .
9- وقيل : أنه النبي سليمان بن داود عليهما السلام .
** زمنه ومدة حكمه :
- ذُكر أنه كان في الزمن النبي إبراهيم عليه السلام وقابله .
- وقيل أنه مات عن ثلاثة الآف سنة وهذا غريب .
- وذكر بعض أهل الكتاب أنه مكث ألفا وستمائة سنة يجوب الأرض ويدعو أهلها إلى عبادة الله وحده لا شريك له وفي كل هذه المدة نظر .
** صفته وأخلاقه :
- ذكر الله تعالى ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل وأنه بلغ المشارق والمغارب وملك الأقاليم وقهر أهلها وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط .
- ذكر أن ذا القرنين حج ماشيا فلما سمع إبراهيم الخليل بقدومه تلقاه فلما اجتمعا دعا له الخليل ووصاه بوصايا ويقال: إنه جيء بفرس ليركبها فقال : لا أركب في بلد فيه الخليل فسخر الله له السحاب وبشره إبراهيم بذلك فكانت تحمله إذا أراد .
- وقيل أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل عليهما السلام
- كان ذو القرنين ملك بعد النمرود وكان من قصته أنه كان رجلا مسلما صالحا أتى المشرق والمغرب مد الله له في الأجل ونصره حتى قهر البلاد واحتوى على الأموال وفتح المدائن وقتل الرجال وجال في البلاد والقلاع فسار حتى أتى المشرق والمغرب .
- وزعم مقاتل أنه كان يفتح المدائن ويجمع الكنوز فمن اتبعه على دينه وتابعه عليه وإلا قتله وكان لا يغزو قوما إلا حدثهم بلغتهم .
- وذكر أنه ملك الأرض كلها أربعة : مؤمنان وكافران سليمان النبي وذو القرنين ونمرود وبخت نصر.
- وسئل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين كيف بلغ المشرق والمغرب ؟ فقال: سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له في النور . وقال : أزيدك؟ فسكت الرجل وسكت علي كرم الله وجهه
- وعن ابن عباس قال: كان ذو القرنين ملكا صالحا رضي الله عمله وأثنى عليه في كتابه وكان منصورا وكان الخضر وزيره . وذكر أن الخضر عليه السلام كان على مقدمة جيشه وكان عنده بمنزلة المشاور الذي هو من الملك بمنزلة الوزير في اصلاح الناس اليوم .
** ذكر وفاته :
- قيل أن الخضر شرب من عين الحياة التي ذهب إليها ذو القرنين هو وجيشه ومعه الخضر وفاتت ذا القرنين فزعم أقوام أنها لما فاتته فقال له الحسّاب لا تحزن إنا نرى لك مدة وإنك لا تموت إلا على أرض من حديد وسماء من خشب فانصرف راجعا يريد الروم فأقبل يدفن كنوز كل أرض بها ويكتب ذكر ذلك ما دفن وموضعه وحمل الكتاب معه حتى بلغ بابل فرعف وهو في مسير فسقط عن دابته له درع وكانت الدروع إذ ذاك صفائح فنام على تلك الدرع فآذته الشمس فدعوا ترسا تطرفا فإذا هو مضطج على حديد وفوقه خشب فقال هذه أرض من حديد وسماء من خشب الموت .
- وروي عن كعب الأحبار أنه قال لمعاوية : إن ذا القرنين لما حضرته الوفاة أوصى أمه إذا هو مات أن تصنع طعاما وتجمع نساء أهل المدينة وتضعه بين أيديهن وتأذن لهن فيه إلا من كانت ثكلى فلا تأكل منه شيئا فلما فعلت ذلك لم تضع واحدة منهن يدها فيه فقالت لهن : سبحان الله كلكن ثكلى ! فقلن: أي والله ما منا إلا من أثكلت فكان ذلك تسلية لأمه .
- وذكر إسحاق بن بشر عن عبد الله بن زياد عن بعض أهل الكتاب وصية ذي القرنين وموعظته أمه موعظة بليغة طويلة فيها حكم وأمور نافعة وأنه مات وعمره ثلاثة آلاف سنة وهذا غريب ....