الوليد بن المغيرة سيد بنى مخزوم ، صاحب العقل الراجح والفكر الناضج وله بين عشيرته مكانة مرموقة . .... ولما علما بخبر النبي" صلى الله عليه وسلم "قرر الذهاب إلى رسول الله بنفسه . يسمع منه القرآن ويقف على حقيقة الأمر بنفسه .
وعن ابن عباس رضي الله عنه .أن الوليد بن المغيرةجاء إلى النبي " صلى الله عليه وسلم "فقرأ عليه القران وكأنه رق له ..... فبلغ ذلك أبا جهل فقال له : يا عمإن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه فانك أتليت محمدا تتعرض لما قبله.....فقال :!!!قد علمت قريش أنى أكثرها مالا . فقال أبو جهل : !!فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له وكاره.... قال : وماذا أقول؟؟؟
فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منى ، ولا اعلم بزجرها وبقصيدها منى ....
والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ....
والله إن لقوله الذي يقوله حلاوة ، وان عليه لطلاوة ، وانه لمثمر أعلاه مغدق أسفله ، وانه ليعلو ما يعلى ...
قال أبو جهل :لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ... فقالالوليد :دعنى حتى أفكر فيه فقالالوليد :هذا سحر يؤثر .
وإذا كان الوليد بن المغيرة عدو الله قد وصف رسول الله" صلى الله عليه وسلم "بأنه ساحر . فقد ذمه الله ووصفه الله عز وجل ب تسعة صفات !!!ظهرا بها بين الطغاة والجبابرة في القران الكريم .. يقول تعالى في القران الكريم في سورهالقلم من الآية ( 10: 16 ) .
بسم الله الرحمن الرحيم" ولا تطع كل حلاف مهين . هماز مشاء بنميم . مناع للخير معتد أثيم . عتل بعد ذلك زنيم . أن كان ذا مال وبنين . إذا تتلى عليه ءا ياتنا قال أساطير الأولين . سنسمه على الخرطوم . " صدق الله العظيم ".
الأوصاف هي :
1- حلاف :كثير الحلف بالحق والباطل .
2 - مهين :أي فاجر حقير .
3 - هماز :اى مغتاب يأكل لحوم الناس .
4 - مشاء بنميم :اى يمشى بالنميمة بين الناس ليوقع بينهم .
5- مناع للخير :بخيل ممسك عن الأنفاق في سبيل الله .
6- معتد أثيم :اى ظالم متجاوز في الظلم والعدوان .
7- عتل :جاف الأوصاف . وقيل عتل " العينين الذي ليس لديها شهوة الجنس .
8- زنيم : اى بن زنا .
* قال المفسرين نزلت فيالوليد بن المغيرة . فقد كان دعيا في قريش وليس
منهم ،أدعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة اى تبناه ونسبه لنفسه بعد أن كان لا يعرفله أب. قال ابن عباس لا نعلم احد وصفه الله بهذه العيوب غير هذا ....
فالحق به عارا لا يفارقه أبدا وإنما ذم بذلك لان النطفة إذا خبثت خبث الولد .
· وروى أن الآية لما نزلت جاء الولد إلى أمه فقال لها :آن محمد وصفني بتسعة صفات كلها ظاهرة في أعرفها. غير التاسع منها يريد انه ( زنيم ) اى بن زنا فأن لما تصدقيني ضربت عنقك بالسيف ، فقالت له أن أباك كان عنينا " اى لا يستطيع معاشرة النساء " فخفت على المال فمكنت راعيا من نفسي فأنت ابن ذلك الراعي فلم يعرف انه ابن زنا حتى نزلت الآية ثم دمغه الله اى جعل له علامة على أنفه ... استخفافا به في الدنيا وتميزا له يوم القيامة بأنه من أهل النار .
· وتمادى الكذاب الشق التعيس في اتهامه للنبي" صلى الله عليه وسلم "وقد كان الله انعم عليهبالمال والأولاد والجنات ... فلما كفر بالله وجحد .
· بشره الله بعذاب اليم وذلك فيسوره المدثر ( 11 – 29 ) .
· " بسم الله الرحمن الرحيم "ذرني ومن خلقت وحيدا . وجعلت له ملا ممدودا . وبنين شهودا . ومهدت له تمهيدا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لآيتنا عنيدا . سأرهقه صعودا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر واستكبر . فقال إن هذا الإسحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر . سأصليه سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لوحة للبشر . عليها تسعة عشر ." صدق الله العظيم " .
لعنة الله علي الوليد بن المغيرةوأمثاله المبشرين بالنار
" ملحوظة "صفوة التفاسير ، وتفسير الطبري والقرطبي " إنها نزلت فيالوليد بن المغيرة "
كتاب المبشرون بالنار للكاتب محمد صيام